Tuesday, May 29, 2007

فضل المسلمين على الغرب

فضل المسلمين على الطب

دور الرازي
من الاطباء المسلمين الذين أثرت أعمالهم تأثيرا بالغا على الفكر الأوربى العلمى الرازى الذى كان كتابه الحاوى من أعظم كتب الطب حتى نهاية العصور المتوسطة وترجم يطبع باستمرار حتى وجد منه فى منتصف القرن السادس عشر خمس طبعات مختلفة لذلك كان تأثيره على الطب الاوربي كبير للغاية وينظر الأربيون إلى الرازي كونه أبا الطب السريرى في العصور الوسطى، وما زال الغرب يعترف بفضله الكبير في الطب حيث اطلقت جامعة بريستون الأمريكية اسمه على أحد أفخم أجنحتها تقديرا له.
أما كتاب الطب للمنصوري فهو أصغر من " الحاوى" ولكنه ذو قيمة كبيرة وترجم عدة مرات الى اللاتينية وجاءت أولى طبعاته عام 1481م ثم ترجم كتاب "الفصول" فى الطب للرازى فى عام 1489م كما ترجم له العديد من الاعمال الاخرى الى اللاتينية والعبرية والفرنسية ككتاب "الأقرباذين" وكتاب "سر الأسرار" والكثير من الأبحاث ومقالاته المنفردة.

دور ابن سينا
ومن الأطباء الذين أثروا تأثيرا عميقا على الطب فى العالم أجمع ابن سينا الذى كان مما ألفه كتاب "القانون فى الطب" والذى يعتبر جامعا للمعلومات الطبية فى ذلك العصر وترجم "القانون" فى القرن الثانى عشر الى اللاتينية.
ومن شدة الطلب على هذا الكتاب تتابعت طبعاته في العديد من المدن الإيطالية والاوربية، وحازت شهرة واسعة، وليس أدل على ذلك مثل احتفاظ جامعة باريس بصورتين كبيرتين في إحدى قاعاتها الكبرى لابن سينا والرازي حتى اليوم.
أما أبو القاسم الزهاوى فعرف عند اللاتيين باسم أبولكسيس ومن أهم كتبه التصريف لمن عجز عن التأليف، وهو كتاب ضخم يحتوي على 30 كتابا وصدرت الترجمة الأولى له عام 1519م ويعتبر هذا العمل الضخم من أهم ما وضع فى اصول فن الجراحة بأوربا.
أما ابن الجزار العربى الذي كتب "زاد المسافر" وكان معروفا بين أطباء القرون الوسطى لأنه يحوى معلومات جيدة جدا عن الامراض الباطنة.

رعاية صحية
وخطا العرب خطوات واسعة في استعمال العقاقير للتداوي، فهم أول من أنشأ حوانيت، خاصة لبيع الأدوية وأقدم من أسس مدرسة للصيدلة بل هم أول من وضع كتب الأدوية " الأقرباذين" كما ألفوا العديد من الرسائل في الصيدلة كان من أولها ما وضعه جابر بن حيان أبو الكمياء المشهور الذي نبغ حوالي عام 776.
وأول مستشفى عام تم انشاؤه فى الدولة الاسلامية كان على يد الخليفة الاموى الوليد بن الملك بمدينة دمشق عام 706م وزوده بالطعام والادوية والملابس وعمره بالأطباء والصيادلة، ثم أنشأ هارون الرشيد البيمارستان الكبير الذي كان أول مستشفى في بغداد مطلع القرن التاسع الهجري، ولم يمر على ذلك الكثير من الوقت حتى ظهرت في العالم الإسلامي مستشفيات أخرى بلغ عددها أربعة وثلاثين مستشفى منها أول مستشفى في القاهرة الذي أنشأ ابن طولون نحو سنة 872م.

علم التغذية
لقد اهتم الأطباء المسلمون بظاهرة اتزان المركبات الكميائية فى جسم الانسان لذا نرى جابر بن حيان يحاول أن ينصح العامة بالحفاظ على صحتهم من خلال تعادل المواد الغذائية في الوجبات اليومية حتى يتمكنوا من تحصين أنفسهم ضد الأمراض الفتاكة والحصول على عمر أطول.
كما قام أبو العلاء بن زهر والذي ولد في أشبيلية سنة 486هـ بدراسة مفصلة عن مرض السرطان في المعدة والبلعوم، ولا تزال أبحاثه هذه مثيرة للدهشة حتى وقتنا الحالى حيث طور طريقة التغذية عن طريق الحقن الشرجية، وهو أول من اكتشف إخراج البلعوم والتهاب الناسور، وتكلم عن البواسير بشكل مفصل.
وكان أبو الحسن الطبري الذى ألف كتابه الشهير"فردوس الحكمة" أول من ذكر أن السل هو مرض ينتقل بالعدوى، وأنه لا يصيب الرئتين فقط بل الأعضاء الأخرى.

طب العيون
ويعتبر طب العيون من ابتداع المسلمين، فقد بلغ هذا العلم ذروته بجهودهم وظلت أبحاثهم فيه الحجر الاساس له خلال عصور طويلة واستمرت مؤلفاتهم في ذلك تدرس فى أوربا باعتبارها الكلمة الأخيرة في معظم جامعات الطب الأوربية كما كانت له اكتشافات عظيمة الشأن في هذا المجال فشرحوا عيون الحيوان تشريحا فسيولوجيا وعرفوا السبب في حركة مقلة العين، وتمت ترجمة كتاب ابن زهر المسمى "المجريات في الطب" إلى اللاتينية، أما ابن الهيثم فقد شرح في مقالته الشهيرة "جوهر البصر وكيفية وقوع الابصار" وثبت نظرية الإبصار ونفى الآراء الضعيفة، وبقيت نظريته مأخوذا بها حتى جاء كبلر 1571 – 1630م الذي أضاف إليها بعض المعلومات المتممة، وفي مجالات طب العيون كانت مؤلفات الكحال علي بن عيسى البغدادي من الأعمال العظيمة في طب العيون، وبقيت أعماله مترجمة مرجعا رئيسيا في طب العيون حتى القرن الثامن عشر، كذلك لعبت ترجمات الطبيب عمار الموصلي دورا مميزا في طب العيون بشكل عام.

أمراض القلب
ومن أشهر من ألف فى ذلك المجال بن النفيس واكتشف لأول مرة الدورة الدموية الصغرى فأشار إلى أن حركة الدم ليست حركة مد وجزر، كما كان سابقا، وإنما اتجاه الدم ثابت، يمر في تجويف القلب الأيمن إلى الرئة حيث يخالط الهواء، ثم يعود من الرئة عن طريق الوريد الرئوي إلى التجويف الأيسر من القلب.

الطب الجراحي
الأطباء المسلمون هم أول من أرسى قواعد الطب الجراحي وجعلوا له أصولا وقواعد ثابتة، وكانت مدارس الأندلس الطبية هي الوحيدة في أوربا، والتي تخرج أطباء مؤهلين للجراحة في خياطة الجروح.
وكان الأطباء المسلمون، وخاصة الزهراوي أول من طور الآلات الجراحية وصنفوها حسب الحاجة إليها وطوروا طريقة الكى فى العمل الجراحي لما نستعمله اليوم، وكانوا يعرفون تماما بعض الأمراض التي تنتقل بالعدوى مثل الجذري، والكوليرا، والطاعون، كما أنهم أول من وضعوا الإمتحانات الطبية للأطباء، ومنحهم شهادة تحت إشراف لجنة متخصصة تعيينها الحكومة، وكانت أوائل مدارس الطب في العالم الإسلامي أنشأت في العصر العباسي في عهد ابن جعفر المنصور

المصدر

No comments:

Post a Comment

اتفاقية 1970: التنوّع الثقافي قبل الآوان

تعتبر اتفاقية اليونسكو، التي اعتُمدت سنة 1970، أداة قانونية رائدة في مكافحة النهب والاتجار غير المشروع، وقد مهّدت الطريق أمام حق الشعوب في ا...