Wednesday, March 27, 2013

استثمار النظم الهجينة في خزن واسترجاع المعلومات باللغة الحرة و المقيدة

إعداد عـفاف سـامي حسـن
afafsami@yahoo.com

ماجـستير في عـلم المكـتبات و المـعلومات

تمهيد :
كثر الحديث في السنوات الماضية عن المعلومات وحجمها وأشكالها وتنوعها وكل ما يتعلق بها في عصر أصبح يعرف بعصر المعلومات ، وأصبحت ثورة المعلومات هي الثورة الحقيقية التي حققتها البشرية بعد الثورة الصناعية . وظهرت آلاف المقالات و الدراسات تصف هذه الثورة وتمجدها وتحذر المهتمين بها و خاصة العلماء و الباحثين الذين أصبحت أزمتهم أزمة حقيقية وهم يبحثون دوما عن المعلومات التي يحتاجونها فيجدون كما هائلا يحتارون فيما يقرؤون منه ، وفي الوقت الذي يلزمهم لقراءته ، وكم سيستغرق من وقت عملهم البحثي و الإبداعي .

ورغم إن المكتبيين و العاملين في حقل المعلومات قد تحسسوا هذه الحاجات منذ سنوات بعيدة ، فأوجدوا الوسائل و الطرق و النظم المختلفة للسيطرة على النتاج الفكري الضخم وإخضاعه
للتسجيل ، والتحليل الموضوعي ، والخزن و الاسترجاع فأنهم اليوم يواجهون هذا التطور الواسع في
نظم المعلومات الإلية الحديثة و ماهيأته الوسائل التقنية الحديثة من حواسيب و أقمار صناعية و
وشبكات المعلومات المحلية و العالمية ( الانترنت ) وأصبح لزاما عليهم تطوير وسائلهم و طرقهم
ونظمهم وان تتولى هذه التقنيات المساهمة الفعالة في عملهم كي يسيطروا على هذا السيل غير
المنقطع من المعلومات لكل من يحتاجها في الوقت المطلوب و المناسب الذي كان و لا يزال و سيبقى
هدفا وشعارا للمعلومات و خاصة لاختصاصي المعلومات ، أضف إلى ذلك فأن التعامل مع المعلومات حجما وخزنا واسترجاعا يتم بشكل آلي متطور في إطار نظام معين مثل ( النظام الهجين ) وان إحدى وسائله المستخدمة في خزن المعلومات و استرجاعها ، استخدام اللغة الحرة و المقيدة و الهجينة . يجري كل ذلك مع اللغة الانكليزية و العربية فلقد جربت و اختبرت مقيدة و حرة و يجري
استخدامها حاليا حرة مع نظم خاصة بها ، ومقيدة مع نظم أخرى خاصة بها ، وهجينة ( Hybrid )
والتي تجمع بين الحرة و المقيدة في نظم خاصة بها .


مفهوم النظم الهجينة :
وضح فردريك وليفرد لانكستر ( 1) مفهوم النظم الهجينة " على انه إحدى نظم استرجاع المعلومات التي يمكن بحث القاعدة فيها وفق مزيج من المصطلحات المنضبطة ( المقيدة ) والطبيعية ( الحرة ) التي يخصصها الإنسان مثل الكلمات الواردة في العناوين و المستخلصات و الكلمات المفتاحية " .

ووصفه ( اولمان وهو لست ) بأنه " النظام الذي يستخدم البحث ذا المستويين وهي رموز موضوعات عامة ، وكلمات مفتاحيه محددة أو واصفات " .

أما محمود احمد اتيم فقد عرفه ( 2) " بأنه النظام الذي يتخذ أسلوب التكشيف بالمفردات المنضبطة ( المقيدة) وأسلوب التكشيف باللغة الطبيعية ( الحرة ) " أي استخدام قائمة مفردات منضبطة واستخدام كلمات أو عبارات واردة في عنوان الوثيقة و/ أو المستخلصات .

نستنتج من التعاريف السابقة أن مفهوم النظم الهجينة يتركز في كونها :
1- نظام م استرجاع آلي .
2- طرقة البحث تتم وفق مزيج من المصطلحات ( الحرة و المقيدة ) و بمستويين ( رموز ، وكلمات مفتاحيه ) .
3- أسلوب التكشيف بالمفردات المنضبطة و اللغة الطبيعية .
4- يتحكم في لغتها العنصر البشري .

يتضح مما تقدم أن مفهوم النظم الهجينة يمكن تلخيصه في تعريف شامل يتضمن كل ما عبرت عنه التعاريف السابقة من وجهة نظر الباحثة وهو ( نظام استرجاع آلي يتبع أسلوب تكشيف مزيج ( حر ومقيد ) يمكن بحث القاعدة فيه بمستويين ( رموز وكلمات مفتاحيه ) ) .
وهنا يمكن إعطاء مثال (3) لمفهوم البحث بمستويين حيث إن الاستخدام المشترك للمصطلحات الحرة أو المقيدة و الكلمات المفتاحية أمر بالغ الأهمية و الفعالية في توضيح العلاقات فمثلا :

رمز المكان نيوزلندة ، ورمز المكان انكلترا ، والكلمة المفتاحية الحملان ، شكلت وثيقة تبحث في بعض جوانب تصدير الأغنام من نيوزلندة إلى انكلترا . إذن استخدام هذا المزيج من ( الرموز ) الموضوعي أو الجغرافي ( لبيان السياق ) أما الكلمات المفتاحية فهي ( من اجل التخصيص ) ، حيث تمكن الأخيرة من تحقيق التخصصية العالية . فالأول يوضح لنا اللغة المقيدة ، و الثاني اللغة الحرة وهنا يتوفر الاستدعاء والدقة في الاسترجاع .

لغة استرجاع المعلومات الهجينة :

يشير شكري العناني ( 4) إلى إن لغة الاسترجاع ( Retrieval Languages )تشير إلى مجموعة المصطلحات المنظمة أو التمثيلات للعناصر و المفاهيم في مجموعة من الوثائق ، ولما كان مصطلح لغة التكشيف( Indexing Language ) مصطلحا غير محدد لأنه لاحاجة إليها مادامت اللغة الطبيعية هي المستخدمة في قاعدة البيانات ، ومن ثم فان كلا من مصطلحي ( لغة استرجاع و لغة تكشيف ) مترادفان .

وما دامت هناك حاجة إلى استخدام اللغة المقيدة ( الاصطناعية ) في كلا الجانبين ( التكشيف و الاسترجاع ) ، ولكن الاسترجاع يتضمن عمليات التمثيل و التخزين و الوصول إلى الوثائق
فالأمر يستلزم فهم لغات استرجاع المعلومات وهي :

أ- اللغة الطبيعية الحرة Natural Language) ) :هي اللغة التي تجدها في الوثائق وغيرها ،دون أي تعديل عليها .
-عرفها يونس الخاروف (5) " هي المفردات التي تستخدم أو تشتق * من الوثائق عند التكشيف و الاسترجاع الآلي كما في كشافات التبادل أو كشافات الكلمات الدالة في السياق " .
- عرفتها ليلى الفرحان و أوديت بدران (6) : " لغة التكشيف الطبيعية ، غير المقننة أو غير المقيدة ولغة التكشيف الحر ، وهي اختيار الكلمات دون الاعتماد على أي قائمة ويكو للمكشف فيها حرية الاختيار للكلمات الأهم مثل اختيار الكلمات المفتاحية الواردة في العنوان أو المستخلصات ، والتحليل الاحصائى " .
-عرفها ولفرد لانكستر (7): " هي اللغة الطبيعية أو النص الحر أو الكلمات المفتاحية التي لا تنطوي على أية قيود لغوية أو مفردات معينة أو مصطلحات تفرض على المكشف أثناء عملية التكشيف أو المستفيد أثناء عملية البحث ".
-عرفها بوركو (8)" وصفها باللغة غير المقيدة أو المطلقة أو الطبيعية التي تمثل لغة مؤلف الوثيقة والتي لا تفرض قيودا معينة على القائم بعملية التكشيف في اختيار مصطلحات الكشافات بل تعتمد أساسا على المصطلحات و الكلمات المفتاحية الدالة الواردة في نص الوثيقة أو عنوانها أو مستخلصها " .

ب- اللغة الاصطناعية ( المقيدة ) :
هي لغة الحروف أو الأرقام أو الاثنين معا أي مصطلحاتها و بناؤها اصطناعيان
( Language Artificial Retrieval) تم تصميمهما للاستخدام في نظم الاسترجاع .
- عرفها يونس الخاروف ( 9) " اللغة المحكمة التي يتم تعيينها لمحتويات الوثائق خلال التحليل و الاسترجاع".
- عرفتها ليلى الفرحان وأوديت بدران " لغة التكشيف المقيدة ، أو المقننة ، أو الاصطناعية تتضمن فهم المكشف لمضمون الوثيقة و تحليله إلى مفاهيم يعبر عنها بمصطلحات و تشمل ( رؤوس موضوعات أو واصفات أو رموز ) تتكون من حروف أو أرقام أو الاثنين معا كما هو الحال في جداول التصنيف .
- عرفها بوركو ( 10) : " أنها لغة مقيدة ، والتي تتحدد مفرداتها وتحسم مشكلاتها الدلالية وتستقر قواعدها النحوية من البداية بوجود أدوات عمل جاهزة مشتملة على المداخل الكشفية في أشكال ينبغي التقيد بها في التعبير عن المحتوى الموضوعي للوثائق " .
- عرفها ولفرد لانكستر (11) : " أنها لغة مقيدة مضبوطة وهي لغة اختيار المصطلحات اللازمة للتعبير عن الجانب الموضوعي من مجموعة أو قائمة مصطلحات معدة سلفا لهذا الغرض بالاعتماد على أدوات ضابطة " .
- عرفها احمد أنور عمر ( 12 ) : " عدد من المصطلحات المقيدة و ( المحكومة ) التي تمثل المادة الموضوعية والتي ستحقق الانتظام في التكشيف " .

ت-اللغة الهجينة :
- عرفها شكري العناني ( 13 ) : " أنها احد لغات نظم استرجاع المعلومات التي تعمل على مزيج من المصطلحات المختلطة و الطبيعية وهي لغة مقيدة عريضة نسبيا " .
- عرفها ولفرد لانكستر( 14 ) " اللغة التي تجمع بين اللغة المقيدة و اللغة الطبيعية وغالبا تمثل اللغات المقيدة العريضة نسبيا و تشكل نوعا من البيان الفوقي الشامل للنظام ويتم تكشيف النظام بواحدة أو أكثر من الواصفات العريضة و مصطلحات اللغة الطبيعية المستخلصة من عناوين الوثائق أو من نصوصها أو من كليهما " .

مزايا و عيوب النظم الهجينة *
المزايا : - توفر نوعا من البناء البالغ التفوق .
- توفر البحث الشامل السياق .
- إمكانيات استرجاع بالغة القوة .
- فيها إثراء للنص .
- توفر نظام تشغيل فعال بتوفير حد ادني من ضبط المفردات أو بدون ضبط على الإطلاق .
- سريعة واقتصادية في عملية التكشيف لإتاحتها للمكشف إمكانية الحذف أو التعديل .
- تتيح البحث في كثير من القواعد المتاحة بواسطة الشبكات بالاتصال المباشر .
- توفر المحاورة و التغذية المرتدة التي تحصل بين المستفيد والنظام مما يحقق استرجاع سريع و تحليل دقيق في البحث والتكشيف .
- توفر التخصصية العالية لاستخدامها مزيج من المصطلحات الحرة و المقيدة .
- لاتتطلب محللو بحث أو مكشفين متخصصين أو متدربين مما يقلل من التكاليف .
- جوهرها الرمز و المصطلحات و الكلمات المفتاحية .
تضمن قيود سيطرة لضمان كفاءة أعلى .

العيوب :
- لايمكن تكشيف الوثيقة في هذا النظام بواسطة المصطلحات لوحدها ،إذ يجب أن يرافقها فئة موضوعية أو أكثر عند الإدخال أو التخزين .
- لاتوجد نماذج تكشيف خاصة بالنظام حيث يقوم طابع المدخلان بالعمل من الوثيقة مباشرة .
- توفر المزيج أو الترتيب المزدوج يمكن أن يشتت بعض عناصر الموضوع التي إذا ما تم تجميعها مع بعض تحقق استرجاعا عالي لا كنها لا تحقق اللائمة أو التطابق مع احتياجات المستفيد في عملية الاسترجاع .
- يحتاج المستفيد أن يعرف كل شي عن اللغة المستخدمة في الاسترجاع قبل استخدامها

* تم تجميع النقاط هذه من معظم المصادر السابقة التي ورد ذكرها في البحث .
خزن المعلومات واسترجاعها في النظم الهجينة :
تتكون عملية خزن المعلومات و استرجاعها مبدئيا من عمليتين أساسيتين مستقلتين زمنيا ومتكاملتين موضوعيا هما عملية خزن المعلومات و عملية استرجاعها .
عملية خزن المعلومات : من المعروف في عملية خزن المعلومات يتم جمع واختيار النتاج الفكري ذي العلاقة بحاجات المستفيدين الذين تخدمهم المكتبة أو مركز المعلومات ويجري فحص الوثائق و تحليلها وصفيا و موضوعيا من اجل تحديد موقعها ونقاط إتاحتها والوصول إليها وتحديد الموضوعات و المفاهيم الواردة فيها ثم التعبير عن هذه المفاهيم بمفردات قد تكون مما ورد في الوثيقة نفسها أو مشتقة منها فيقال أنها استخدمت ( اللغة الحرة ) أو أن تكون مفردات مقننة مسبقا لغرض التحكم فيها و السيطرة عليها فيقال أنها استخدمت ( اللغة المقيدة ) .
إن هذه المفردات تمثل بمزجها اللغة الهجينة للنظام الهجين وتشتمل على عناصر التحليل analytics أو نماذج البحث search patterns لان البحث لاحقا سيتم بموجبها .
عملية استرجاع المعلومات : تبدأ كما هو معروف بتقديم المستفيد طلبه إلى نظام الاسترجاع عن طريق صياغة طلبه ( سؤاله ) بكلمات يجري بعد ذلك تحليل هذا الطلب و تحديد المفاهيم الواردة فيه بمستويين( رؤوس موضوعا ت وكلمات مفتاحيه) باستخدام مفردات من نفس لغة خزن المعلومات ( الحرة أوال مقيدة) وتعد الإستراتيجية اللازمة باستخدام المنطق البولياني لاسترجاع المعلومات و /أو الوثائق للمستفيد .
وهكذا نجد انه في حالة استخدام اللغة الحرة سيكون هناك تفاعل بين لغتين هما لغة المؤلف ( مصدر المعلومة ) ولغة المستفيد ( مستلم المعلومات ) ، وهما بالطبع ليستا متماثلتين للتفا وت بين قدرات المؤلفين في التعبير عن المفاهيم من جهة وقدرات المستفيدين ( المتعددين ) في صياغة طلباتهم والتعبير عن حاجاتهم و قربها أو بعدها عما استخدمه المؤلفون من جهة أخرى .

إما في حالة استخدام اللغة المقيدة ستكون هناك لغة ثالثة هي اللغة الهجينة ( أي لغة الرموز و الكلمات المفتاحية ) توضع للدلالة على موضوع معين وهي لغة خزن المعلومات واسترجاعها ( 15) للتوفيق بين اللغتين الاخريتين عن طريق قيود السيطرة التي تفرضها لضمان كفاءة اعلي .

ومن خلال ذلك يتضح إن عملية استرجاع المعلومات ستصل إلى حد الكمال إذا كانت هذه اللغات الثلاث متماثلة تستعمل نفس المصطلحات والمفردات لتمثيل نفس المفاهيم من قبل جميع مستخدميها ، وبعكسه فان فاعليتها ستنخفض إذا ما فشلت إحدى هذه اللغات في الاستجابة إلى المصطلحات المستعملة من قبل اللغتين الاخريتين .
إن قضية التماثل بين اللغات المستخدمة موجودة في اللغة الحرة و المقيدة والتي تؤثر على كفاءة الاسترجاع و بالتالي كفاءة النظام بأكمله ، ويشير لانكستر إلى انه في " اغلب نظم خزن المعلومات واسترجاعها يتطلب الأمر استخدام مفردات مقيدة معدة مسبقا لتمثيل المحتوى الموضوعي للوثائق ، وقد تكون هذه المفردات ممثلة بقوائم رؤوس الموضوعات ، أو المكانز ،أو القوائم المعتمدة من الكلمات المفتاحية أو خطط التصنيف " (16)

استخدام اللغة الحرة و المقيدة ( باستخدام اللغة الإنكليزية و العربية ) :
استخدام اللغة الإنكليزية : لقد كان استخدام اللغة الإنكليزية الحرة في الكشافات قائما على تكرار الكلمات في النصوص أي ما يسمى ( كشافات النصوص ) concordance أكثر من كونها للموضوعات ، وقد استخدمت غالبا في الكتابات الدينية حيث كونت أداة مهمة في تفسيرات التلمود (17 ) .

إما الكشافات الموضوعية ، فقد عرفت منذ بدايات القرن الثامن عشر ولكن اختيار المفردات كان اعتباطيا حتى أواخر القرن التاسع عشر حيث أصبحت الكشافات الموضوعية منهجية و منتشرة بشكل واسع مستخدمة اللغة المقيدة لتحديد المفاهيم وسادت هذه الكشافات حتى الخمسينات من القرن العشرين حيث طور مورتمبر تاوبي ( 18 ) taupe نظام المصطلح الواحد الذي اعتمد الكشف المتناسق وتعامل مع المفاهيم ممثلة بالكلمات الواردة في النصوص ( أي استخدام اللغة الحرة ) .

ثم ظهرت كشافات الكلمات المفتاحية في السياق kwic وكشافات الكلمات المفتاحية خارج السياق kwoc وكشافات الكلمات المفتاحية المعززة للسياق kwac وكشافات الإشارات الببليوغرافية (Citation Indexes ) وبعض خدمات الإحاطة الجارية و الإعلام الفوري وهي جميعا تعتمد اللغة الحرة.
لقد استخدمت اللغة الإنكليزية في عمليات الكشف التناسق إلا انه سرعان ما اتضح ضرورة العودة لتقييد هذه اللغة تدريجيا لضمان استرجاع أفضل . ويجري حاليا استخدام اللغة الهجينة
hybrid والتي تجمع بعض خصائص اللغتين الحرة و المقيدة حيث كان لاستخدام الحاسوب في
عمليات الخزن والاسترجاع أثره في زيادة استخدام اللغة الحرة والمقيدة حيث كان لاستخدام الحاسوب في عمليات الخزن والاسترجاع أثره في زيادة استخدام اللغة الحرة و خاصة بعد
استخدام الماسح (scanner ) ليقوم مقام الإنسان في قراءة وتحليل وخزن المعلومات ، مثل التكشيف قبل التناسق( pre-coordinate index ) والذي يعتمد على تكشيف كل
من قبل المكشف أو المفهرس ومثال ذلك قائمة مكتبة الكونكرس لرؤوس الموضوعات.

استخدام اللغة العربية :
استخدمت اللغة العربية في غالبية قوائم رؤوس الموضوعات و المكانز العربية مترجمة ( عن الإنكليزية )مع بعض التعديلات الطفيفة لذا فإنها افتقدت الكثير من خصائص اللغة العربية و مفرداتها .

استخدمت اللغة العربية في المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم ( 19) لمحمد فؤاد عبد الباقي ، ونشرته مطابع الشعب عام 1954 في القاهرة ، كذلك المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الذي أعده عدد من المستشرقين ونشره فنستك في لندن بين عام 1936 – 1958 في خمسة أجزاء ولم يكمل .

وهناك بحث تجريبي لناصر محمد السويدان (20) وكتابان لعلي سليمان الصوينع (21) جميعها تركزت على استخدام كلمات عناوين الوثائق فقط دون النصوص أو المستخلصات لأغراض الخزن و الاسترجاع ، وقد أثارت مشكلات جديرة بالدراسة والمعالجة . كما لم تجر أية دراسة تقويمية لاستخدام هذه المفردات .
لذا من الضروري إقامة مقارنة بين خصائص المفردات العربية و الإنكليزية للحصول على مؤثرات دلالالية مقيدة ولمعرفة ما يمكن تطبيقه من عمليات على المفردات العربية وما يجري على الإنكليزية .
النتائج : 1- تتفوق اللغة الهجينة عن غيرها من اللغات في قبول المفردات الجديدة والمتطورة حال استخدامها من قبل الباحثين والمؤلفين لكونها خاضعة للتطور ومتغيرة وفق النشاطات العلمية ، في حين تتأخر اللغة المقيدة في قبولها و استخدامها .
2- استطاعت النظم الهجينة أن تنال رضا المستفيدين في الوصول والحصول على المعلومات باللغة الحرة أكثر من المقيدة .
3- إن استخدام اللغات الثلاث ( الحرة / المقيدة / الهجينة ) يحقق لنا مبدأ التماثل أو التكامل بالنظم وتحقيق الفاعلية بين النظام والمستفيد في الخزن والاسترجاع .
4-استخدام الأسلوب المهجن ألمزيجي الحر و المقيد اثبت صلاحيته في الحصول على استدعاء و استرجاع عالي وتحقيق الدقة ولاكن فيه ضعف في الملائمة بالنسبة للمستفيد .
5- تسعى اللغة المقيدة للسيطرة على المشكلات الناجمة عن خصائص اللغة العربية في عمليات الخزن ، في حين لا تتدخل اللغة الحرة في هذه العملية بل إنها ستواجهها عند الاسترجاع وسيتأثر أداؤها فالجهد والكلفة يكونان في المقيدة في عمليات الخزن في حين يكونان في الحرة عند الاسترجاع .
6- تشكل المرونة اللغوية للعربية مشكلات أمام الآلة في فهم النصوص في اللغة الحرة في حين يقوم الإنسان بذلك في اللغة المقيدة .
7- لم تستثمر المفردات العربية بناء على الخصائص التي تحملها لا في اللغة المقيدة ولا في اللغة الحرة ولا الهجينة في عمليات خزن المعلومات واسترجاعها بشكل يمكن من إقامة تجارب ثرية يستطيع بها المرء الخروج بنتائج مفيدة .

المصادر :

1- ولفرد ، لانكستر . ضبط المفردات من اجل استرجاع المعلومات / ترجمة محمود احمد اتيم .-
ط2 .- عمان : جمعية المكتبات الأردنية ، 1993 ، ص143
2- محمود احمد أتيم . التحليل الموضوعي للوثائق : الفهرسة الموضوعية و التكشيف و الاستخلاص والنشاطات الملازمة للفهرسة والتحليل الموضوعي .- عمان : مؤسسة عبد الحميد شومان ،1997 ، 374
3- ولفرد ،لانكستر . مصدر سابق ، ص144
4- شكري عبد السلام العناني .- لغات تكشيف المعلومات واسترجاعها .-عالم الكتب ، مج17 ،ع1،يناير – فبراير 1996 ص4
5- يونس إسماعيل الخاروف .- التكشيف .- رسالة المكتبة ، م31 ، ع3 ، أيلول 1996
، ص15
6- ليلى الفرحان و أوديت بدران .- الإتاحة الموضوعية في ملفات البيانات الببليوغرافية
.- المجلة العراقية للمكتبات و المعلومات ، مج2 ، ع2 – كانون أول1996 ص24 – 25.
7- ولفرد ، لانكستر ، نظم استرجاع المعلومات . ترجمة حشمت قاسم . القاهرة ، مكتبة غريب ، 1981 ، ص11-17 .
8-Borko, Harold ,& chales L .B . Indexing concepts & methods .- London : Acadmic press, 1978 , p113
9- يونس الخاروف ، مصدر سابق ، ص15
10 – Borko ,Ibid , P113
11- ولفرد ،لانكستر ، مصدر سابق ، ص17 ( نظم استرجاع المعلومات )
12- احمد أنور عمر .- تقييم الكشافات و التكشيف .- مجلة المكتبات و المعلومات ، س18 ،ع1، يناير 1998 ص64
13- شكري العناني ، مصدر سابق ، ص4
14- ولفرد ، لانكستر ، مصدر سابق ، ص 394-395 ( نظم استرجاع المعلومات ) .
15- نزار محمد علي قاسم " اللغات وأثرها في الاتصالات ونقل المعلومات وخزنها واسترجاعها "
وقائع وبحوث المؤتمر المكتبي الرابع لجمعية اتحاد المكتبيين العراقيين المنعقد في جامعة
السليمانية 1977 .- السليمانية : جامعة السليمانية ، 1980 ، ص231
16 – ولفرد ، لانكستر ، مصدر سابق ، ص17 ( ضبط المفردات ) .
17 –Rothman , John " Index ,Indexer , Indexing " In Encyclopedia Of Library & Information Science " Vol 11 , P 288 .
18- Theory , System , Tube . M,H . Wooster ( C D S ) . Information Storage & Retrieval , Theory , System , Devices . N , Y , ; Columbia univ press, ,p8 .
19- باسمة ايشو : العوامل المؤثرة على التكشيف .- بغداد : الجامعة المستنصرية .- كلية الآداب ، قسم المكتبات و المعلومات ، 2000 م ( أطروحة دكتوراه ) ، ص56
20 – ناصر محمد السويدان ، الاسترجاع الموضوعي بواسطة كلمات العنوان : بحث تجريبي ، ندوة استخدام اللغة العربية في تصنيف المعلومات ، 1992 .- الرياض : مكتبة الملك عبد العزيز العامة ، 1993 ، ص 533
21 – علي سليمان الصوينع ، كشافات التبادل و استرجاع المعلومات في اللغة العربية ، الرياض
، مكتبة الملك فهد ، 1988 ص 65

المصدر
مجلة المعلوماتية، ع. 14

اتفاقية 1970: التنوّع الثقافي قبل الآوان

تعتبر اتفاقية اليونسكو، التي اعتُمدت سنة 1970، أداة قانونية رائدة في مكافحة النهب والاتجار غير المشروع، وقد مهّدت الطريق أمام حق الشعوب في ا...