Sunday, April 22, 2007

أبوهريرة المفتري عليه ومازال الهجوم علي صحابة رسول الله مستمرا

نفيسة عبدالفتاح



القصة لم تنته بعد واستغاثات الأزهر المدفوعة وغير المدفوعة لم تجد صدي، فمازالت الأقلام التي دأبت علي النيل من صحابة رسول الله
صلي الله عليه وسلم تنتهك كل مقدس وتستبيح كل قيمة، فبعد اهانة ومحاولة اثبات عدم مصداقية صحيح البخاري أصح كتب السنة ومهاجمة الصحابي خالد بن الوليد في صحيفة مغمورة والبدء في مهاجمة راوي احاديث رسول الله 'أبي هريرة' رضي الله عنه
لم يوقف موقف الأزهر سيل الهجوم بل استمر الهجوم الضاري علي أبي هريرة باستخدام نفاية من نفايات كتب التاريخ بنشر كتاب لكاتب مشبوه التوجه يدعي 'محمود أبورية' والغريب أن كتابه هذا تم تفنيد كل ما جاء به من أكاذيب في العديد من الكتب منها: 'الأنوار الكاشفة لما في كتاب اضواء علي السنة من الزلل والتضليل والمجازفة' للشيخ العلامة المعلمي اليماني، وكتاب 'دفاع عن السنة' للشيخ محمد محمد أبو شهبية، و'دفاع عن أبي هريرة' لعبدالمنعم صالح العلي العزي، و'أبوهريرة راوية الاسلام' لمحمد عجاج الخطيب و'مختصر البرهان في تبرئة أبوهريرة من البهتان' لعبدالله بن عبدالعزيز بن علي الناصر.ويوضح الشيخ صالح العلي العزي ما أراده كاتب هذا الكتاب فيقول: 'لقد تلقف أبورية في كتابه كل ما قاله الاقدمون والمحدثون من ظنون في الأحاديث ورجالها وما قاله المستشرقون والمبشرون وأذنابهم وحرص أشد الحرص علي أن يظهر السنة بمظهر الاختلاف والتناقض والتحريف والتبديل وفي سبيل هذا زيٌف الصحيح وصحح المختلق المكذوب'.ولعل ابرز ما جاء في هذا الكتاب ويعتبر تدليسا غير معقول، حيث يقول الكاتب عن راوي أحاديث رسول الله: 'كان يأكل علي مائدة معاوية، ويصلي خلف علي ويقول: الصلاة خلف علي أتم والأكل عند معاوية أدسم' وهو ما يرد عليه د. عبدالمهدي عبدالقادر استاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر في كتابه 'دفع الشبهات عن السنة النبوية' قائلا: ويعجب العاقل من هذا الكذب، وهذا الافتراء، فأبوهريرة كان في المدينة، وعلي كان في العراق، ومعاوية كان في الشام فكيف كان أبوهريرة يصلي خلف علي ويأكل مع معاوية؟!.أما قول الكاتب إن أبا هريرة 'لم يصحب الرسول سوي سنة وتسعة أشهر.. فمن أين له بكل هذه الأحاديث؟!'ويجيب د. عبدالمهدي في كتابه بأن أبا هريرة حظي بصحبة رسول الله صلي الله عليه وسلم مدة تزيد علي أربع سنوات فلقد قدم إلي رسول الله في شهر المحرم سنة سبع من الهجرة وصحبه إلي أن توفي في ربيع الأول من السنة الحادية عشرة، أما القول: كيف حفظ هذه الأحاديث الكثيرة؟ فالجواب: انه لم يحفظ أحاديث تفوق قدرة الانسان العادي والأحاديث التي يرويها أبوهريرة عددها 5473 حديثا، فإذا راعينا أن احاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم في معظمها قليلة الكلمات، بعضها في كلمة وبعضها في سطر، أو في سطرين، فهذا العدد يكتب فيما يعادل صفحات القرآن الكريم، ومن أهل زماننا من حفظوا القرآن في عام ومنهم من حفظه في عام ونصف العام فلا يستغرب حفظ ابي هريرة لهذا القدر في أربع سنوات.ويفتري 'أبورية' عندما يقول: 'خدم الرسول مقابل ملء بطنه.. كما كان يخدم أهالي بلده مقابل طعامه فقط ولم يكن له اسم معروف لا في الجاهلية ولا في الاسلام'.وهو تبديل لمعني سام ليعطي مدلولا حقيرا حيث كان لكل صحابي من صحابة رسول الله ­صلي الله عليه وسلم­ شغل يشغله أحيانا عن صحبته صلي الله عليه وسلم من تجارة في الأسواق أو أي وسيلة لكسب العيش، أما أبوهريرة فقد كان يلازم رسول الله صلي الله عليه وسلم طمعا في ألا يفوته من قوله أو عمله شيء رافضا أن يكون رجلا ذا مال بديلا عن صحبة رسول الله.وفي كتاب الشيخ صالح العلي العزي أن الامام النووي في شرح قول ابي هريرة: 'علي ملء بطني' يقول: أي ألازمه واقنع بقوتي ولا أجمع مالا لذخيرة ولا غيرها ولا أزيد علي قوتي، والمراد من حيث حصول القوت من الوجوه المباحة وليس هو من الخدمة بالأجرة 'شرح النووي علي مسلم'.وقال الحافظ ابن حجر: علي ملء بطني أي مقتنعا بالقوت أي فلم تكن له غيبة عنه (غيبة عن رسول الله' أما عن أن أبا هريرة كان مجهول النسب فهي فرية أخري حيث يؤكد الشيخ صالح أن نسب أبي هريرة موثق بعدة نصوص وأنه كان ذا شرف من جهة اعمامه حيث كان عمه أميرا وكذلك كان ذا شرف من جهة أخواله، أما أن تاريخ أبي هريرة كان مجهولا في الجاهلية فما يعيب ابا هريرة ذلك فقد كان العرب كلهم مغمورين في جاهليتهم إلا قليلا من أهل الشعر أو الكرم أو الفروسية.لقد اتهم هؤلاء أبا هريرة بأنه 'راوي الخرفات' وهو جزء افردته الصحيفة لذكر أحاديث نبوبة حدث بها أبوهريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم اعتبروها خرافات، منها حديث فقء موسي لعين ملك الموت وأن الملك عاد إلي ربه فرد عليه عينه وعاد إلي موسي فخيره بين طول الأجل وبين الموت فاختار الموت.ويؤكد د. عبدالمهدي أن الحديث اخرجه مسلم وأحمد والنسائي اضافة إلي صحيح البخاري وأن نص الحديث ليس فيه ما يتعارض مطلقا مع الآيات المفيدة عدم تأخر الانسان عن أجله لأن الحديث ليس فيه أن ملك الموت جاء موسي عليه السلام وقد انتهي اجله مؤكدا أن الله العليم الخبير يعلم ماذا سيحدث ويعلم أن موسي سيطلب أن يقرب من الأرض المقدسة أقل مسافة مسافة رمية بحجر ولعلم الله بكل ذلك فقد أرسل ملك الموت قبل ميعاد قبض روحه بفترة تتسع لكل ذلك.أما اعتراضهم بكيف يفقأ موسي وهو رسول عين ملك من ملائكة الله فيقول الحافظ ابن خزيمة: إنما لطم موسي ملك الموت لأنه رأي آدميا يدخل داره بغير إذنه ولم يعلم انه ملك الموت وقد جاء الملائكة إلي ابراهيم وإلي لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء. أما عن التساؤل بكيف تفقأ عين ملك الموت، فإن الملك عندما يتشكل علي صورة من الصور فإنه يأخذ حكم صاحب هذه الصورة فليست العين هنا حقيقية وإنما هي نوع من التشكل والرجل يمكن أن تفقأ عينه ولا غرابة في الأمر.ويمكن للقارئ الرجوع إلي أي من الكتب التي ذكرناها فجميع ما ذكره (أبورية) مردود عليه وفي جميع الأحوال يبقي التساؤل: إلي متي يستمر هذا الكذب والافتراء علي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابته؟
المصدر جريدة الأسبوع

No comments:

Post a Comment

اتفاقية 1970: التنوّع الثقافي قبل الآوان

تعتبر اتفاقية اليونسكو، التي اعتُمدت سنة 1970، أداة قانونية رائدة في مكافحة النهب والاتجار غير المشروع، وقد مهّدت الطريق أمام حق الشعوب في ا...