Tuesday, March 25, 2008

تخريج الحديث عن طريق معرفة الراوي الأعلي للحديث

علام تعتمد هذه الطريقة:

تعتمد هذه الطريقة علي معرفة الراوي الأعلى للحديث، والراوي الأعلى للحديث قد يكون صحابيا إذا كان الحديث متصلا، وقد يكون تابعيا إذا كان الحديث مرسلا.

فإذا عرف الباحث الراوي الأعلى للحديث بطريقة ما فإنه يمكنه استخدام هذه الطريقة في تخريج الحديث، ذلك أن المؤلفين علي هذه الطريقة رتبوا الأحاديث علي الراوي االأعلى، فوضعوا تحت كل صحابي أحاديثه، وتحت كل تابعي أحاديثه.

أما إذا لم يكن الباحث علي معرفة بالراوي الأعلى للحديث فإنه لا يمكنه استخدام هذه الطريقة، وعليه أن يسلك طريقة أخري من طرق التخريج، نعم يمكنه إذا سـلك طريقة أخري وعرف منها الراوي الأعلى للحديث أن يعود إلي هذه الطريقة فينتفع بها، فإنها قريبة، وبها فوائد عديدة ستتضح من خلال الحديث عن مصادرها.



المصادر المعتمدة في هذه الطريقة:

المصادر المستخدمة في هذه الطريقة علي نوعين:

1 ـ المصادر الأصلية، وتشمل:

أ ـ المسانيد.

ب ـ المعاجم.

2 ـ المصادر الفرعية، وتشمل:

أ ـ كتب الأطراف.

ب ـ كتب المجاميع (الجوامع).

أولا: المسانيد



تعريفها:

المسانيد: هي الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي علي حدة، صحيحا كان أو حسنا أو ضعيفا من غير نظر للأبواب.

قال الخطيب في (الجامع 2 / 284): (ومنهم من يختار تخريجها علي المسند وضم أحاديث كل واحد من الصحابة بعضها غلي بعض).

وقد يطلق المسند علي الكتاب الذي جمع عددا من الأحاديث غير أنها ليست مرتبة علي الأسماء أو الحروف، وإنما مرتبة علي الأبواب الفقهية، وذلك لأنها مسندة ومرفوعة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم، مثل مسند بقي (بفتح الباء وكسر القاف، آخره ياء مشددة مكسورة) بن مخلد الأندلسي (ت 276 هـ).



مرتبة المسانيد بين المصادر الحديثية:

تعتبر المؤلفات علي المسانيد من جهة الثبوت وعدمه في المرتبة التالية للمصنفات علي الأبواب، قال الخطيب في الجامع (2/185): (ومما يتلوا الصحيحين: سنن أبي داود السجستاني وأبي عبد الرحمن النسوي وأبي عيسي الترمذي، وكتاب محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، الذي شرط فيه علي نفسه إخراج ما اتصل سنده بنقل العدل عن العدل إلي النبي صلي الله عليه وسلم، ثم كتب المسانيد الكبار)، وذلك من أجل عناية أصحابها ـ في الغالب ـ بجمع مرويات كل صحابي دون النظر إلي الصحة وعدمها.



كيفية ترتيب المسانيد:

لقد اختلفت المناهج وتنوعت وجهات النظر في ترتيب المسانيد إلي ما يلي:

1 ـ منهم من رتب الصحابة علي حروف الهجاء وهذا أسهل تناولا.

2 ـ ومنهم من رتبهم علي القبائل.

3 ـ ومنهم من رتبهم بحسب السبق إلي الإسلام.

4 ـ ومنهم من رتبهم بحسب الشرافة النسبية وغير ذلك.

وقد يقتصر في بعضها علي أحاديث صحابي واحد كمسند أبي بكر، أو أحاديث جماعة منهم كمسند الأربعة، أو العشرة، أو طائفة مخصوصة جمعها وصف واحد كمسند المقلين، ومسند الصحابة الذين نزلوا مصر إلي غير ذلك.



شرط أهل المسانيد في التأليف علي هذا النوع:

1 ـ إفراد أحاديث كل صحابي علي حده.

2 ـ إستقصاء جميع أحاديث كل صحابي سواء رواه من يحتج به أم لا، فقصدهم حصر جميع ما روي عنه، ومن هنا ضعفت رتبتها عن السنن.

3 ـ عدم النظر إلي الأبواب التي تلائم الحديث حيث يجد الباحث حديثا في الصلاة بجانب حديث في البيوع وحديثا في الزكاة بجانب حديث في الآداب وهكذا.



مميزات التأليف علي هذه الطريقة:

1 ـ تجريد الأحاديث النبوية عن غيرها، وجمعهم كثيرا من متونها و أسانيدها المشتملة على تعدد الطرق.

2ـ أن التأليف على هذه الطريقة سهل لأهل القرن الثالث حفظ الحديث وضبطه ومذاكرته ودرسه حتى كان الواحد منهم يحفظ المسند الكبير كما يحفظ السورة من القرآن.

3 ـ يمكن تخريج الحديث منه بسهولة ويسر خاصة إذا كان الراوي مقلا في الرواية، أما ‘ذا كان من المكثرين فإن المخرج يحتاج إلي صبر وتأن ليصل إلي الحديث المراد تخريجه.

4 ـ حصر الأحاديث التي رواها كل صحابي علي حده.

5 ـ معرفة بلدان كثير من الصحابة وأماكن نزولهم التي ارتحلوا إليها وذلك كأن يقال مسند المكيين، أو الشاميين، أو البصريين إلي غير ذلك.



عيوب التأليف علي هذه الطريقة:

1 ـ أن المطلع علي المسانيد إذا لم يكن من أهل الفن المتضلعين فيه الواقفين علي

أحوال المتون والأسانيد فإنه يتعذر عليه الوقوف علي درجة الحديث من الصحة والضعف والاحتجاج به من عدمه إذ كل حديث في نظر المطلع يحتمل الصحة والضعف.

2 ـ من طلب أحاديث موضوع معين فعليه أن يقلب صفحات الكتاب بأكمله وهذا شاق على النفس وعسر عليها.

3 ـ أن المخرج إذا أراد أن يخرج حديثا للمكثرين من الصحابة كأبي هريرة وابن عمر وعائشة فإنه يحتاج إلي وقت طويل للعثور علي الحديث، وقد يمر عليه الحديث ولا يتنبه الباحث إليه لطول القراءة وتعبه الكبير وجهده المضني.



أهم المؤلفات في المسانيد:

المسانيد من حيث أعدادها كثيرة، وقد حصرها الأئمة في العدد فقالوا: بلغت المائة

مسندا، أو ربما زادت، وقد عدد الكتاني منها في الرسالة المستطرفة (46 ـ 59)

اثنين وثمانين مسندا، ثم قال: والمسانيد كثيرة سوي ما ذكرناه

وأهم هذه المسانيد:

1 ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ)، وهو الذي يراد عند إطلاق كلمة مسند، أما في غيره فتقال مقيدة.

2 ـ مسند الحميدي: أبي بكر عبد الله بن الزبير (ت 219 هـ).

3 ـ مسند أبي داود الطيالسي (204 هـ).

4 ـ مسند أسد بن موسي الأموي (212 هـ).

5 ـ مسند مسدد بن مسرهد الأسدي البصري (228 هـ).

6 ـ مسند عبد بن حميد (249 هـ).

7 ـ مسند أبي يعلي: أحمد بن علي بن المثني الموصلي (307 هـ).


المصدر
http://www.alssunnah.com/articles.aspx?id=1291&selected_id=-2349&page_size=5&links=true

اتفاقية 1970: التنوّع الثقافي قبل الآوان

تعتبر اتفاقية اليونسكو، التي اعتُمدت سنة 1970، أداة قانونية رائدة في مكافحة النهب والاتجار غير المشروع، وقد مهّدت الطريق أمام حق الشعوب في ا...