محمد بن عبدالرزاق القشعمي
عرفت الأسماء المستعارة للكتاب والأدباء والتخفي خلفها حتى لا تكتشف حقيقتهم من قديم في الشرق والغرب فيقول يوسف أسعد داغر في كتابه «معجم الأسماء المستعارة وأصحابها» أن من بين ذوو الأسماء المستعارة ذو شهرة واسعة. فاتخذوا لهم أسماء مستعارة يتخفون وراءها، وأسماء أقلام يتسترون خلفها، وكثيراً ما غلب الاسم المستعارالاسم الحقيقي للمؤلف بحيث لم يد يُعرف رلا به وضرب مثلا بالمؤلف الكوميدي الفرنسي المشهور «موليير» فهو اسم مستعار واسمه الحقيقي هو (Jean Baptiste Pogudin) وكذا فولتير اسم مستعار ل (Francois Marie Arouet) وجورج اليوت الكاتب المعروف هو الكاتبة الإنجليزية ماري آن إيفانس بينما لا يعرفها الناس إلا باسم جورج أليوت. وغير هذا كثير... وقال: إن القرن الثامن عشر مثلاً قد كثر فيه إستعمال الأسماء المستعارة، أو هو العصر الذهبي لها وضرب مثلاً بفولتير الذي يكتب تحت 160 إسماً مستعاراً وكذا السياسي والكاتب الأمريكي بنجمين فرنكلين الذي استعمل 75 إسماً مستعاراً..
وبالنسبة للأدب العربي، فقد عرف قديماً وحديثاً وضرب مثلاً ب «إخوان الصفا وخلان الوفاء» انتقل بعد ذلك إلى الوقت الحاضر فذكر أن «الأخطل الصغير» ليس سوى الشاعر اللبناني بشارة عبدالله الخوري. و«البدوي الملثم» هوالكاتب والأديب الأردني الموسوعي يعقوب العودات، والشاعر«أدونيس» هوالأديب أحمد علي سعيد، والكاتب السوري «عدنان ذريل» هوالأستاذ عدنان الذهبي. و«زهير زهير» هوالشيخ فؤاد حبيش.
وعن أكثر من يستعمل الأسماء المستعارة من الكتاب العرب فقد ذكر الأب أنستاس ماري الكرملي صاحب ورذيس تحرير مجلة «لغة العرب» التي تصدر ببغداد قبل وبعد الحرب العالمية الأولى أن له 39 وقيل 40 اسماً مستعاراً إستعملها في نحو 80 مجلة وجريدة عربية كان يكتب فيها أو يراسلها، ومنها مجلة «المقتطف» المصرية التي كان يراسلها قبيل الحرب العالميةالأولى وكان ينقل بها ما ينشره الأستاذ سليمان بن صالح الدخيل صاحب جريدة الرياض الصادرة ببغداد عام 1910م فكان ينقل أخبار الجزيرة العربية أثناء معارك الملك عبدالعزيز لتوحيدها،ومعلومات عن واقعها الثقافي والأدبي وكان يوقع رسائله «للمقتطف» باسم «ساتسنا» وهو اسمه مقلوباً.
وهناك من يشترك مع آخرين ينفس الاسم المستعار مثل:
أبو العلاء المعري لقب به رهين المحبسين «العمى والمنزل» شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء.
أبو العلاء اسم مستعار اتخذه الأستاذ أنيس الخوري المقدسي.
أبوالعلاء. لقب الكاتب العراقي النجفي: عبدالهادي العصامي في مجلة «الغري» الصادرة بالنجف.
وأبوالعلاء لقب الكاتب السعودي عبدالقدوس الأنصاري.
و «أبوفراس» وقع بهذا الاسم المولف السوري الحلبي: بدر الدين النعساني، عضو المجمع العلمي العربي بدمشق، والأديب اللبناني: عزت قريطم فمي جريدة «الحقيقة» بيروت وكذلك الصحفي اللبناني: كمال عباس.
وتستر خلفه الأديب السعودي: محمد سرور الصبان وكذا الأديب الفلسطيني: كمال ناصر.
واسم «أبو نظارات» و «أبونظاره» اشترك به كل من الأساتذة: يعقوب العودات من الأردن والصحفي المصري: محمد أبوطايله. والممثل والصحفي المصري: يعقوب صنوع الملقب ب «موليير مصر»، وأحياناً «أبو نظاره زرقاء» وتبعهم بعد ذلك الصحفيين السعوديين عبدالله عريف رئيس تحرير جريدة البلاد في السبعينات وصالح العلي الصويان في جريدتي القصيم والرياض في أوائل الثمانينات الهجرية.
واسم «أدونيس» اشترك به الشاعر السوري:علي أحمد سعيد إسبر، والأديب اللبناني: منيرالحسامي.
واسم «الأصمعي» كتب بهذاالاسم كل من: القاضي جمال الدين مفتي الديارالمصرية، والكاتب والشاعر اللبناني «بطرس البستاني، والصحفي اللبناني: عارف غُريب، والأستاذ حمد الجاسر، ود. حمود البدر.
واسم «باحث» اشترك به الشيخ: شاهين الخازن لبناني مقيم بمصر، والأستاذ عبدالقدوس الأنصاري، و «باحثة البادية» ملك حفني ناصف، و«باحثة الحاضرة» للأميرة فاطمة كريمة الملك محمد الخامس، وبنفس الاسم توقع الصحفية اللبنانية: لبيبه هاشم ماضي.
واسم «ديك الجن» شاعر أموي اسمه: عبدالسلام بن رغبان الحمصي، اشترك معه بهذا الاسم الشاعرالمصري: محمود صفوت الساعاتي، والشاعراللبناني: سمعان نصر، والأديب المصري أحمد زكي تسمى ب «ديك العلم».
واسم «سهيل» الكاتب اللبناني: أسعد باسيلي، والأديب والشاعر اللبناني: سليم شمعون، والشاعر العراقي: محمد الهاشمي، و «سهيل إبراهيم» للكاتب العراقي: إدوار شاؤل، وأستاذنا عبدالكريم الجهيمان كان يوقع في القصيم والرئد باسم «أبو سهيل». وهو اسم ابنه البكر، ويكنى به.
ومن أغرب الأسماء «كشكش بك» لقب به الممثل اللبناني: أمين عطاء الله وكذا الممثل المصري: نجيب الريحاني.
واسم «كناس الشوارع» يوعق به الكاتب العراقي: ميخائيل تيسي.
واسم «كويتب» للأديب اللبناني: منير الحسامي.
واسم «اللعين» لشاعر مخضرم اسمه: أبو الأكيدر.
واسم «المسدود» شاعر اسمه: الحسن لقب بذلك لأن أحد منخريه كان مسدوداً.
واسم «مصمص» توقيع الصحفي المصري: مصطفى أمين.
واسم«المشعِّر» شاعر جاهلي اسمه: يزيد بن سنان المري، لقب بذلك لأنه كان إذا حضر حرباً إقشعَّر.
واسم «هبنقه» توقيع الصحفي السوري المهجري: موسى كريم في مجلته «الشرق» .
واسم «هي بن بي» وقع بهذا الاسم الصحفي اللبناني: حسين الحبال والمصري: داود بركات والشاعر الحمصي: رئيف فاخوري.
واسم «الولد المخيف» لقب: ميشال زكور، أطلقه عليه المفوض السامي لجرأته في الحق وجهاده ضد الاحتلال.
ومن غريب الأسماء المستعارة للكتاب السعوديين نذكر منهم:
* إبراهيم الغدير، كان يوقع باسم «دبوس».
* الشاعر أحمد قنديل، يوقع بستة أسماء مستعارة منها: «الصوت الحساس» و«الصامت».
* حسن مصطفى الصيرفي، يوقع بثمانية أسماء منه: «أشعب» و «مجنون» و«فاضي» و«طفران».
* حمزه شحاته، يوقع بستة أسماء مستعارة من غريبها: «خنفشي» و «هول الليل».
* عبدالله بن عبدالرحمن الزيد، وقع بعض مقالاته باسم «بستاني».
* عبدالله بن حمد الصيخان، وقع أول مقالاته النقدية باليمامة باسم «أعور».
* عبدالله الضويحي، أول من وقع مقالاته الرياضية في جريدة الرياض باسم «معوكس».
* عبدالله الطياري، اختاراسم «صرصور» لتوقيع مقالاته السابقة.
* عبدالوهاب آشي، وقع ببعض الأسماء المستعارة منها «نعيمة الصغير» و «نعيمة القصير».
*علوي طه الصافي، وقع بستة أسماء من غريبها: «مسمار» و «قعموس».
* محمد سعيد باعشن، «عطارد».
* منصور عثمان، «ثرثار».
* ومن أكثر الكتاب السعوديين استعمالاً للأسماء المستعارة نذكر منهم عبدالقدوس الأنصاري والذي وقع ب 14 اسماً مستعاراص هي:«قارئ» و«باحث» و«الشاعرالمجهول» و«ع.ا» و«ناقد» و«مطالع» و«رقيب» و«ابن القاسم» و«أبوالعلاء» و«ع.ق» و«أبانبيه» و«كاتب» و«م.ا» و«مطلع».
* ويأتي بعده الأستاذ محمد حسن عواد إذ ذيل قصائده ومقالاته بـ12 اسماص مستعاراص ولقب بأستاذ الجيل حيث أطلقت عليه هذا اللقب صحيفة القصيم عام 1379هـ وأسماؤه المستعارة هي «صاحب التأملات» و«الأخطل الصغير» و«النسر المهتدي» و«أريج نسرين» و «صاحب قصائد مناجات الليل» و«الساحر العظيم» و«حي» و«عواد» و«صاحب القصيدتين» و«الأديب الحي «و«أبولون» و«م.ح.ع».
* وعلامة الجزيرة العربية الأستاذ حمد الجاسر والذي أطلق عليه هذا اللقب منذ أكثر من 45 عاماً، إذ وجدت في إحدى أعداد صحيفة الخليج العربي عام 1379هـ وصفاً تفصيلياً للحفل الثقافي الذي أقيم على شرفه بفندق زهرة الرياض بمناسبة اختياره عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة وقد أطلق عليه لقب «علامةالجزيرة العربية» وقد بدأ يوقع مقالاته وقصائده منذ كان طالباً بمكة المكرمة في منتصف القرن الهجري الماضي ومن تلك الأسماء الرمزية التي يوقع بها: «الشاعر النجدي» و «بدوي من نجد» و «أبو مي» و«ح.ج» و«الشاعر الهذلي» و «بدوي نجد الجاسر» و«الأصمعي».
ومن الكتاب السعوديين الذين وقعوا بأسماء نسائية نذكر منهم:
* شيخ الصحافة الأستاذ أحمد محمد السباعي فقد وقع بأسماء رمزية منها :«فتاة الحجاز» و«خديجة».
* الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار وله عدة أسماء نذكر منها النسائية: «شريفه عبدالله» و «فتاة الحجاز».
* الأستاذ أحمد محمد طاشكندي «سميحه أحمد» وهو اسم زوجته.
*الأستاذ الدكتور حمد المرزوقي «طفول عبدالعزيز».
* الأستاذ صالح علي الصويان «بنت البلد» و«حصه الاجتماعية».
* عبدالسلام هاشم حافظ «ليلي».
* عبده خال «نيفين عبده».
*عبدالواحد عبدالكريم الصالح «شمس».
* علوي طه الصافي «ليلى سلمان».
* غالب حمزه أبوالفرج «غاده».
* محمد المنصور الشقحاء «فايقه الحمود».
هذا وقد ألقى الدكتور محسن جمال الدين محاضرة في كلية الشريعة بمكة المكرمة مساء يوم الأحد 29/11/1388هـ تحت عنوان «الأسماء والتواقيع المستعارة في الأدب العربي» كشف فيها القناع عن الكثير من المتوارين خلف أسماء مستعارة في المشرق العربي عدى السودان، وقد طبعهاالأستاذ أحمد السباعي في مطبعة دار قريش بمكة المكرمة عام 1389هـ وقدم لها بقوله: هذه المحاضرة كشفت القناع عن عشرات وعشرات من فطاحل أدباء العربية وشعرائهم الذين عاشوا يخفون أسماءهم أو يرمزون إليها بألقاب مستعارة لأسباب سياسية أو عقائدية أونفسية أو اجتماعية أو ذاتية.
وشباب اليوم.. أعني شبابه الناهض بات من أشد الناس حاجة لزن يتعرف إلى رجاله البنائين في سائر مجالات العرب الحيوية.. أولئك الذين خدموا لغته وخدموا وطنيته وبذلوا في ميادين الأدب والشعر من ذوات نفوسهم ما يجل عن الوصف وعاشوا مع هذا جنوداً مجهولين يرمزون لأسمائهم بألقاب مستعارة.
بل ومالي أعني الشباب وحدهم وقد عشنا نحن الشيوخ نترنم بمئات القصائد العامرة والمقالات الحية ونحن نتعطش إلى تحقيق الرموز التي تذيل ما نقرأ فلا يواتينا التوفيق إلا في بعضها القليل.
لنقدر إذن عناية أستاذنا الدكتور محسن جمال الدين وما بذل في سبيل رفع الستار عن شخصيات وشخصيات تستاهل الإكبار والإعزاز.
كما نقدر فيه أسلوبه السهل الممتنع وبيانه الجميل الناصع.
ولعل من حسن الروابط الأدبية العربية أن يكون الدكتور محسن جمال الدين بحسب ظننا أول عراقي تلقت مطابع هذا البلد الأمين بعض نتاجه الفكري بكتاب مطبوع. بارك الله في شباب العراق إخواننا في المودة والعلاقات الثقافية التي نرجو ألا تفصم عراها».
هذه لمحة سريعة لمشروع كبير أنوي إخراجه بين دفتي كتاب في القريب العاجل إن شاء الله فلعلها فرصة مناسبة أن أطلب ممن يحتفظ بمعلومات حول الأسماء المستعارة لكتابنا وأدبائنا أن يتكرم بتزويدي بها مشكوراً على صندوق البريد 7572 الرياض 11472 أو بالفاكس 4657931 مكتبة الملك فهد الوطنية، وبالله التوفيق.
المصدر
http://www.al-jazirah.com/culture/10112003/fadaat60.htm
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
اتفاقية 1970: التنوّع الثقافي قبل الآوان
تعتبر اتفاقية اليونسكو، التي اعتُمدت سنة 1970، أداة قانونية رائدة في مكافحة النهب والاتجار غير المشروع، وقد مهّدت الطريق أمام حق الشعوب في ا...
-
1 ـ " المرشد المعين على الضروري من علوم الدين " للشيخ عبد الواحد بن أحمد بن عاشر الأندلسي المتوفي سنة (1040هـ) رحمه الله تعالى. 2 ...
-
محمد الفاتح أراد فتح روما شاءت الأقدار أن يكون السلطان العثماني محمد الفاتح هو صاحب البشارة التي بشّر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في ح...
-
1 ـ " مختصر الخرقي " المتوفي سنة (334هـ) رحمه الله تعالى. 2 ـ " عمدة الفقه " لموفق الدين ابن قدامة المتوفي سنة (620هـ) ر...
No comments:
Post a Comment